بعد تجربتها القصصية "احتراق السراب" "تواشيح الورد" جديد الجزائرية منى بشلم عن دار الألمعية


العرب اليوم
29.10.2012

"تواشيح الورد" لأديبة الجزائرية منى بشلم
الجزائرـ حسين بوصالحأصدرت أخيرًا الأديبة الجزائرية منى بشلم أولى أعملها الروائية عن دار الألمعية في الجزائر والذي حمل عنوان "تواشيح الورد" بعد تجربتها القصصية السابقة"احتراق السراب"، و قدّم للرواية الأديب المغربي الدكتور شعيب حليفي، وأبحرت الكاتبة بالذائقة الأدبية في بحرّ لجيّ حين تغلغلت بالبطلة شهد في مشاهد تمازجت بين الرومانسية والروحانية بحثًا عن الحقيقة التي جعلتها تعيش العديد من الهواجس النفسية بعد دخول الشكّ حياتها الزوجية.
الرواية الصادرة عن دار الألمعية الجزائرية، جاءت في إخراج جميل تجاوزت عدد صفحاتها 200، بثلاثة فصول وفي حجم متوسط، أكدت منى بشلم في حديث مقتضب إلى" العرب اليوم" إنها وجدت المساحة الأدبية التي تحبذها عكس القصة، رغم أن القارئ يلتمس في تصفحه لقصص بشلم الروح العميقة القريبة من الرواية في بعض تفاصيلها.
وكتب الدكتور شعيب حليفي في مقدمته لهذا العمل " ولعلَّ الرواية التي تُقدمها الأديبة مُنى تعكسُ العديد من المرايا المتفاعلة في ما بينها ، ذاتية وغيرية ، اجتماعية وثقافية ...في أفق معرفة تُعبرُ بالرمزي ما تعجز اللغة المباشرة عن قوله. لهذا جاءت الرواية بحكاية واحدة وأسئلة متعددة، ذات قدرة على التخفي والتكيف.. حتى تمنحَ للكاتبة مقدرة بناء نص تخييلي مركب بجسور تمتدُّ أفقيا وعموديا ، انطلاقا من قوة دفع حاسمة هي اللغة الشعرية التي كسرت رتابة النثري وولجت تجريبا تجديديا في الحكي".
وتحكي الأديبة الجزائرية في "تواشيح الرود" عن الجانب الإنساني في حياة البطلة شهد التي تجد نفسها أمام مصاعب الحياة بموت الوالدين لتجد الحنين يجرّها إلى صديق الماضي، تقرر الزواج به لكن دخول صديقتها "راضية" التي نبتت في بيت سوء فوالدها يتاجر بأجساد بناته، فتدفع غيرة راضية لهدم البيت السعيد الذي أرادته شهد مع زوجها.
فيما تتواصل أحداث الرواية، وتتشابك الأحداث عندما يدخل الشك البيت الزوجي، باتصال هاتفي من راضية توهم صديقتها الحميمة أن زوجها المخلص يخونها معها، و تتضارب الحقيقة في نفسية "شهد" بين الشك واليقين، وتأخذ الرواية منحى تصاعدي في تطور أحداثها بدخول جمعية خيرية حياة البطلة والتي تبدو ذات بعد إيجابي في ظاهرها لكنها منحرفة في جوهرها تعمل على جذب شهد إليها.
واعتبرت منى بشلم توظيفها للغة الشعرية في "تواشيح الورد" اختيارًا فنيًا، وأكدت أنها ترى في جمال اللغة ما يقرب القارئ من العمل الروائي أكثر، وقالت "لا يكفي الإبداع في الحبكة و المعمار النصي فقط ، لأن اللغة هي الصلة الحقيقة في النص فيجب أن تكون جميلة".
وفي ردّها عن سؤالنا بشأن الجانب الأكاديمي الذي هو حلقة تعيشها يوميًا بصفتها أستاذة أدب في جامعة قسنطينة وهل يعيقها عن التدفق الإبداعي الذي تفضله الرواية قالت للـ"عرب اليوم"، "من جهة هي تخدمني ، لأني أراقب نصي نقديًا ، لكن هذه المراقبة ذاتها تعيقني لأن لي رغبة كبيرة بالتحرر منها و الكتابة بالموهبة ، يقيني كبير أن ما نكتبه بموهبة يدعمها الفكر سيكون نقي و شفاف يصل بسرعة لقلب و فكر القارئ".
وستكون "تواشيح الورد" حاضرة في المعرض الدولي للكتاب في تونس هذه الأيام، وتطير بشلم إلى المغرب لتقديم روايتها الجديدة لجمهورها في مدينة فاس.
وعن جديدها، ذكرت منى بشلم أنها بصدد تحضير رواية جديدة تعمل عليها حاليًا مغايرة المضمون واللغة عن "تواشيح الورد"، للإشارة أصدرت منذ فترة الأديبة الجزائرية مجموعة قصصية حملت عنوان "احتراق السراب" ضمت العديد من العناوين الجميلة منها "هوامش الوجع"، "رسائل ألف عام خلت"، "رجال الحافة الحادة"، و"سراديب القدر".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

د.رابح طبجون : اللغة في رواية تواشيح الورد لمنى بشلم

منى بشلم في حديث لـ "العرب اليوم" لغتي الشاعرية تزاوجت بقصة حبّ افتراضية

قراءة في قصة "سراديب القدر"