قراءة في قصة "سراديب القدر"





قراءة في قصة { سراديب القدر } للقاصة الجزائرية منى بشلم 

كتبها :أمجد مجدوب رشيد فاس 15 نونبر2012 من مجموعتها القصصية –« احتراق السراب »ــ ط 1 /2012 منشورات الاختلاف.

قراءة هذه القصة تجربة ماتعة ،والقراءة الأولى البصرية غير القراءة الثانية والثالثة وهي ذهول ودهشة ما يفتآن يشتهيان الانصهار في جسد يعقلهما بلغة الرصد والنقد ،ويضفر سحر التذوق بشموس البرهان. وبقدر ما تأخذ من النص يأخذ منك ،وقارئ النقد يسمع تحاوركما . تبدأ القصة بعبارة شعرية توحي بالعشق حيث ينكشف الخطاب الموجه إلى الأنثى "سلام لعينيك وفيهما سكني" من أنثى هي سلوى ،الشخصية المركزية في القصة ،واختيار هذا الاسم يبعد القصة عن كل تقاطع محتمل مع الكتابة السير ذاتية ،إن النص سردي تخييلي،صبته الكاتبة في إطار رسالة إلى صديقة "وتعلمين أني لا أسهر.." سمح بالاسترجاع و الغوص في التفاصيل النفسية وتحليل المشاعر،وكشف أسرار الأنوثة،ومساءلة القدر"وما القدر إلا زقاق مظلم نسير به فلا تنبعث أنواره إلا من دواخلنا ".

النص رحلة في الذات والخيال وإبحار في خلجان النفس ،حالة من الكتابة عن الأنثى ورؤاها ،تم توظيف المفارقة " ما أنا إلا نسخة من أخرى ،مرت ذات أمس من هنا ...القدر أخطأ العنوان وأدخلني رواقها " ربما لتصوير تمزق الذات بين الواقع والحلم . " أنا التي سقطت نحو السرداب وضيعت الدروب الرسمية "

تقوم حبكة النص على المحو والإثبات / الذات والشبيه / الوجه والقناع / والارتياب والنسيان والحلم والشهوة والتجدد البعث والبكارة والولادة.وتبني نسقها الحواري مع كينونة الأنثى ،مع رغباتها للقبض على السراب ،إنها رحلة نحو خلجان النفس .

كتب النص بلغة شعرية شفافة تذوب رقة ،فمن الفيوض الشعرية في النص القصصي /ذلك النور كان البهجة التي رفرفت تغزل حولي شرانق من ضياء / رافقته أسير على غيم ويسير على كلمات / أتراه يهديني خاتمتها مرة أخرى أم أنه يسهو.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

د.رابح طبجون : اللغة في رواية تواشيح الورد لمنى بشلم

منى بشلم في حديث لـ "العرب اليوم" لغتي الشاعرية تزاوجت بقصة حبّ افتراضية